أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ: لماذا سبق أبو بكر؟ رضي الله عنه

الاثنين، 24 أبريل 2023

لماذا سبق أبو بكر؟ رضي الله عنه



سؤال طالما راودني كلما قرأتُ عن أبي بكر الصديق ومناقبه وفضله، لماذا سبق غيرَه من الصحابة؟ ماذا فعل أبو بكر ليصل إلى هذا المنزلة؟! حتى يذكره القرآن في أكثر من موضع؛ ففي سورة الليل يمدحه الله تعالى بالتقوى فيقول المولى عز وجل في حقِّه: ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾ [الليل: 17 -21].

 

وفي سورة التوبة خلَّد صحبته لنبي الله صلى الله عليه وسلم في رحلة الهجرة؛ فيقول: ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ﴾ [التوبة: 40].

 

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي: "((من رأَى منكُم رؤْيا؟))، فقال رجلٌ: أنا، رأيتُ كأنَّ ميزانًا نزلَ من السَّماءِ، فَوُزِنْتَ أنتَ وأبو بكرٍ فَرَجَحْتَ أنتَ بأبيِ بكرٍ، ووُزِنَ عُمَرُ وأبو بكرٍ فَرَجَحَ أبو بكرٍ، ووُزِنَ عُمَرُ وعُثْمانُ فَرَجَحَ عُمَرُ، ثُمَّ رُفِعَ الميزانُ، فَرأَيْنا الكراهيةَ في وجهِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم".

 

ماذا فعل ليقول عنه عمر بن الخطاب: "لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس لرجح إيمان أبي بكر؟!"، لماذا كان يحبُّه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحب؟ ولماذا كان أول من يدخل الجنة من أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم؟! وما أكثر الأحاديث في فضله على سائر الصحابة؛ بل أمة محمد كلها!

 

وما وجدت جوابًا شافيًا، فكلما بحثت كانت الإجابات كلها تدور حول القلب؛ قال بكر المزني: ما سبقهم أبو بكر بكثرة صيام، ولا صلاة؛ ولكن بشيء وقَرَ في صدره؛ وإن كان ذلك لا يعني أنه كان يعتمد على عمل القلب فقط؛ ولكن زادَ على عمل الجوارحِ شيءٌ وقَرَ في القلب؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح منكم صائمًا؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((من تصدَّق بصدقة؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((من شهد جنازة؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((من أطعم اليوم مسكينًا؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((من جمعهن في يوم واحد وجبت له - أو غفر له -))؛ رواه مسلم.

 

وحرَّك هذا السؤال في وجداني مرة أخرى كلامٌ قرأته كان فيه: "أبو بكر لم يُعذَّب كبِلال؛ ولكنه أفضل منه، ولم ينل الشهادة كعُمر؛ ولكنه أفضل منه، ولم يذق الفقر كأبي ذرٍّ؛ ولكنه أفضل منه، ولم يصرع الفرسان كخالد؛ ولكنه أفضل منه، ولم يُحرم بصره كابن أم مكتوم؛ ولكنه أفضل منه، أبو بكر درس بليغ مفاده: يستطيعُ الإنسان بقلبه أن يسبق الجميع!".


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/131880/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%B3%D8%A8%D9%82-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A8%D9%83%D8%B1%D8%9F/#ixzz7zp3dvOYT

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية