عليه افضل الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين الي يوم الدين
{وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأولَى} أي: كل حالة متأخرة من أحوالك، فإن لها الفضل على الحالة السابقة، فلم يزل صلى الله عليه وسلم يصعد في درج المعالي، ويمكن له الله دينه، وينصره على أعدائه، ويسدد له أحواله، حتى مات، وقد وصل إلى حال لا يصل إليها الأولون والآخرون، من الفضائل، والنعم، وقرة العين، وسرور القلب. ثم بعد ذلك، لا تسأل عن حاله في الآخرة، من تفاصيل الإكرام، وأنواع الإنعام. اهـ.
فتفسير الآية بأن عاقبة أمر النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا خير من أول أمره فيها وبدايته قول سائغ معروف عند المفسرين.
لكن يبقى الكلام في صحة تعميم هذه الآية في البشر كلهم، وأن عاقبة أمرهم خير من أوله، وهذا التعميم لا يصح، وإنما الذي يمكن أن يقال هو:
إن كل من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم، فله نصيب من هذا الفضل، وغيره من الفضائل التي أكرم بها النبي صلى الله عليه وسلم مما ليس من خصائص النبوة، وذلك بقدر اتباعه له، ودليل ذلك متوافر في القرآن، والسنة، وتردد على ألسنة العلماء.
والله أعلم.
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية