أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ: كلمات الله

الاثنين، 4 نوفمبر 2024

كلمات الله



والآن تختم هذه الجولة بمشهد كوني يرمز إلى غنى الله الذي لا ينفد ، وعلمه الذي لا يحد ، 

وقدرته على الخلق والتكوين المتجددين بغير ما نهاية ، ومشيئته المطلقة التي لا نهاية لما تريد : 

ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ،

 والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ،

 ما نفدت كلمات الله .

 إن الله عزيز حكيم . ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة .

 إن الله سميع بصير . . 

إنه مشهد منتزع من معلومات البشر ومشاهداتهم المحدودة ، ليقرب إلى تصورهم معنى تجدد المشيئة الذي ليس له حدود ؛ 

والذي لا يكاد تصورهم البشري يدركه بغير هذا التجسيم والتمثيل . 

إن البشر يكتبون علمهم ،

 ويسجلون قولهم ،

 ويمضون أوامرهم ،

 عن طريق كتابتها بأقلام - 

كانت تتخذ من الغاب والبوص - يمدونها بمداد من الحبر ونحوه .

 لا يزيد هذا الحبر على ملء دواة أو ملء زجاجة ! فها هو ذا يمثل لهم أن جميع ما في الأرض من شجر تحول أقلاما . و جميع ما في الأرض من بحر تحول مدادا .

 بل إن هذا البحر أمدته سبعة أبحر كذلك . . وجلس الكتاب يسجلون كلمات الله المتجددة ،

 الدالة على علمه ، المعبرة عن مشيئته . . فماذا ? لقد نفدت الأقلام ونفد المداد .

 نفدت الأشجار ونفدت البحار . . 

و كلمات الله باقية لم تنفد ، ولم تأت لها نهاية . . إنه المحدود يواجه غير المحدود .

 ومهما يبلغ المحدود فسينتهي ؛ ويبقى غير المحدود لم ينقص شيئا على الإطلاق . . إن كلمات الله لا تنفد ، لأن علمه لا يحد ، ولأن إرادته لا تكف ، ولأن مشيئته - سبحانه - ماضية ليس لها حدود ولا قيود . 

وتتوارى الأشجار والبحار ، 

وتنزوي الأحياء والأشياء ؛

 وتتوارى الأشكال والأحوال . ويقف القلب البشري خاشعا أمام جلال الخالق الباقي الذي لا يتحول ولا يتبدل ولا يغيب ؛ وأمام قدرة الخالق القوي المدبر الحكيم : إن الله عزيز حكيم .

ظلال القرآن

منقول للتدبر 

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية