أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ: انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب

الجمعة، 20 ديسمبر 2024

انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب




ذكر حديث أبي موسى : أن رسول الله ﷺ قال: إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك، واسترجع، 

فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه: بيت الحمد[1]رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

قوله ﷺ: إذا مات ولد العبد الولد يطلق على: الذكر والأنثى، فالذكر يقال له: ابن، والأنثى يقال لها: بنت، فهذا الحديث يصدق على: ما إذا مات له بنت، أو مات له ذكر، وكذلك أيضًا: هنا لم يحدد ذلك في حال الصغر، ما قال: صغير، أو دون البلوغ، وإنما قال: إذا مات ولد العبد، فهذا يعني: أنه ولو كان كبيرًا، أو صغيرًا، فيصدق عليه هذا.


قال الله لملائكته- وهو أعلم: قبضتهم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟

 يعني: ثمرة قلبه، 

يعني: كأنه لب اللب، خلاصة الفؤاد؛ لشدة علوقه بالقلب، ومحبة الوالد لولده، قيل له ذلك.

فيقولون: نعم، فيقول الله: ماذا قال عبدي؟، يعني: عند هذه المصيبة العظيمة، قالوا: حمدك، واسترجع، 

فيقول تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه: بيت الحمد،

 فهذا مقام عظيم من مقامات العبد في حال المصيبة والشدة، والصبر على أقدار الله المؤلمة،

 وما يوفق إليه كل أحد، فالله -تبارك وتعالى-


 يقول: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن:11]، 


وأقوال المفسرين فيها معروفة، وجماع ذلك يرجع إلى: أن الله يهدي قلبه، 

يعلم أنها من عند الله، فيرضى، ويسلم، والله -تبارك وتعالى- يقول:

 وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝

 أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة: 155-157]، فهذا قد تطيش عنده العقول والقلوب، ولا يتمالك الإنسان حال المصيبة، فينسى هذه الأمور

منقول للتدبر 

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية