انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب
قوله ﷺ: إذا مات ولد العبد الولد يطلق على: الذكر والأنثى، فالذكر يقال له: ابن، والأنثى يقال لها: بنت، فهذا الحديث يصدق على: ما إذا مات له بنت، أو مات له ذكر، وكذلك أيضًا: هنا لم يحدد ذلك في حال الصغر، ما قال: صغير، أو دون البلوغ، وإنما قال: إذا مات ولد العبد، فهذا يعني: أنه ولو كان كبيرًا، أو صغيرًا، فيصدق عليه هذا.
قال الله لملائكته- وهو أعلم: قبضتهم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟
يعني: ثمرة قلبه،
يعني: كأنه لب اللب، خلاصة الفؤاد؛ لشدة علوقه بالقلب، ومحبة الوالد لولده، قيل له ذلك.
فيقولون: نعم، فيقول الله: ماذا قال عبدي؟، يعني: عند هذه المصيبة العظيمة، قالوا: حمدك، واسترجع،
فيقول تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه: بيت الحمد،
فهذا مقام عظيم من مقامات العبد في حال المصيبة والشدة، والصبر على أقدار الله المؤلمة،
وما يوفق إليه كل أحد، فالله -تبارك وتعالى-
يقول: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن:11]،
وأقوال المفسرين فيها معروفة، وجماع ذلك يرجع إلى: أن الله يهدي قلبه،
يعلم أنها من عند الله، فيرضى، ويسلم، والله -تبارك وتعالى- يقول:
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة: 155-157]، فهذا قد تطيش عنده العقول والقلوب، ولا يتمالك الإنسان حال المصيبة، فينسى هذه الأمور
منقول للتدبر
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية