أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ: فوائد سورة النعم سورة النحل

الجمعة، 23 يونيو 2023

فوائد سورة النعم سورة النحل


عن رَبيعة بن عبد الله بن الهُدَيْر التَّيْمِيِّ: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قرأ يوم الجمعة على المِنْبَر بسورة النَّحل حتى إذا جاء السَّجدة نَزل، فسجد وسجد الناس حتى إذا كانت الجمعة القَابِلة قَرأ بها، حتى إذا جاء السَّجدة، قال: «يا أيُّها الناس إنا نَمُرُّ بالسُّجود، فمن سجد، فقد أصاب ومن لم يسجد، فلا إثم عليه ولم يَسجد عمر رضي الله عنه » وفي رواية: «إن الله لم يَفرض السُّجود إلا أن نشاء». 
[صحيح] - [رواه البخاري]

الشرح

معنى الحديث: "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قرأ يوم الجمعة على المِنْبَر بسورة النَّحل حتى إذا جاء السَّجدة " عند قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: 49، 50] "نَزل، فسجد وسجد الناس" نزل من على المِنْبَر وسجد على الأرض وسجد الناس معه. "حتى إذا كانت الجمعة القَابِلة قَرأ بها" أي: بسورة النَّحل، "حتى إذا جاء السَّجدة" أي: حتى إذا قرأ الآية التي فيها سجدة، وتأهب الناس للسجود لم يُسجد رضي الله عنه ، ومنعهم من السُّجود كما في رواية الموطأ : "فتَهيَّأ الناس للسجود فقال على رِسْلِكم إن الله لم يكتبها علينا إلا أن نَشاء فلم يسجد ومنعهم أن يسجدوا" ثم قال رضي الله عنه : "يا أيُّها الناس إنا نَمُرُّ بالسُّجود، فمن سَجد، فقد أصاب ومن لم يسجد، فلا إثم عليه" يعني: نَمُرُّ بالآيات التي فيها سَجدة، فمن سَجد فيها فقد أصاب السُّنة ومن لم يسجد فلا إثم عليه. "ولم يسجد عمر رضي الله عنه " لبيان أن سجود التِّلاوة ليس واجبا. وفي رواية: «إن الله لم يَفرض السُّجود إلا أن نشاء» أي : لم يوجبه علينا إلا إن شِئنا السُّجود سجدنا وإن لم نشأ لم نَسجد. وفي رواية: "يا أيُّها الناس، إنا لم نُؤمر بالسُّجود" فالحاصل: أن هذا الأثر من أمير المؤمنين قاله في خطبة الجمعة، أمام الصحابة كلهم، فلم يُنكر عليه أحد منهم؛ فدلَّ على عدم المعارضة، فحينئذٍ يكون قول الصحابي حجة، لاسيما الخليفة الرَّاشد، الذي هو أولى باتباع السُّنة، وبحضور جميع الصحابة، فيكون إجماعًا

https://hadeethenc.com/ar/browse/hadith/11242

وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ *

تحاكي الآيات كل صاحب عقل وتبين له أن الكون كله عابد مسبح سواء أكان هذا الموجود في الكون شجر أو حجر ... أو بشر .. كل شيء له ظل ساجد وعابد يدخر سجوده عند رب العزة، كل شيء مسبح موحد عابد حتى الملائكة الكرام أصحاب الطاقات الهائلة والقدرات العجيبة، والهوام والدواب.
كلهم عرفوا وعلموا قدرة الله تعالى وبعد العلم صار السلوك سجوداً وخضوعاً تاماً لله رب العالمين.
لقد عرف هؤلاء الساجدون ربهم جيداً فخافوا نقمته وخجلوا من نعمته، فما ترددوا في الخضوع والتزام الأمر بحسب التكليف والقدرة والاستطاعة.
هذه هي ثمرة العلم والمعرفة خضوع تام دون أدنى تفكير بالانحراف وحتى لو زلّت النفس وستزل لا تلبث إلا وتعود.



51- { وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } [النحل: 51].


ينهى الله تعالى عباده عن الشرك به حتى لو كان الشريك واحداً آخر سواه وليس مجموعة شركاء ... وما أعظم الله تعالى

 وهو يقعد للأمور فهو يقول

 (إنما هو إله واحد) 

وعليهم أن يختاروا ثم يدلهم على الطريق فيقول (فإياي فارهبون) ...

 ترهيب وتخويف وتهديد يليق بمقام الحديث عن الشرك والإيمان.

هذا هو العلم ... 
والتوحيد والخضوع عمل.


52- { وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ 

وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ } [النحل: 52].


تكثر الآية من بيان عظمة ملك الله تعالى وتبين أن الدين هو دين الله تعالى الحق الراسخ الثابت وتنكر على الفاسدين خشيتهم وخوفهم من سوى خالق الكون ... 
لقد بنوا على العلم المغشوش سلوكاً مغشوشاً وفاسداً.
أفغير الله تتقون ؟!!


53-55- { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)



0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية